شيخ في النُّبل والواجب

وفاءً لرحيل الشَّيخ كامل أبو عبيد

بقلم: زايد صالح خنيفس

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) 

إذا لم تخُنِّي ذاكرتي لقد صافحت المرحوم قبل عشرة أيام في عزاء المرحوم الشيخ أبو سليم مزيد خنيفس، التي فصلتنا عن أداء الواجب، والرّاحل سيِّد الواجب، عرف ما له وما عليه، ينحدر من أهل الدين، ينحدر من عائلة رهنت نفسها لخدمة الله وانبيائه وخلقه ومجتمعه. عمل الراحل سنوات طويلة في الأعمال الحرة مع رفيق دربه وشقيقه الشيخ أبو سليمان شفيق أبو عبيد، فكانا عنوان الأمانة والصدق، كما رافق شقيقه المرحوم أبو صالح أحمد أبو عبيد إمام الطائفة، في مناسبات بلده فكانا جسرًا للمحبة والتسامح. 

الموت حق لكنّنا في زمن يخيفنا أن يغادرها الأخيار، ومن كانوا محطّةً للتآخي والأُلفة، نراهم يرحلون ببطء، تاركيننا على متن سفينة اليُتم، فكانوا من حيث لا يدرون الأفق والمدى، ورحيلهم المفاجئ كسر سلسلة الوفاء.      

مسيرة الشيخ أبو نبيل مرصوفة بالاجتهاد، التقوى والتربية الحسنة، والصدق والأمانة كلّلا دربه بإكليل العطاء، فأمثال هؤلاء لا يموتون بل يبقون شجرة وارفة بمحبّة الآخر.

أستذكر كلام سيدنا الأمير السيد قدس الله سره، "طوبى لمن قبل أوامر الله بالطاعة وجعل مدة الحياة ساعة وركب جواد القناعة وقيد نفسه قيد وديعة وجعل من حق الموت أمانة الرضى بتسليم الوديعة".

لك الرحمة شيخ أبو نبيل، كنت هادئا وكان موتك هادئا كنسمات التقوى.