[x] اغلاق
يوسف مباريكي ومحطّات رجُل
1/2/2024 7:49

يوسف مباريكي ومحطّات رجُل

بقلم: زايد صالح خنيفس  

ودَّعَت شفاعمرو قبل أيّام أحد رجالاتها الذين عُرفوا بانتمائهم الأصيل لبلدهم ومجتمعهم، وهو المرحوم يوسف مباريكي، أبو شكري، ففي الليلة الأخيرة ودَّعتَ ضيوفك الذين غادروا ديوانك العامر، ومكث أهل البيت برفقتك يسامرونكَ الذين خافوا عليك من أي مكروه مفاجئ. أنت بوصلتهم ونبض قلبهم، وتخوَّفوا أن ترحل دون أن ترى الأبناء والأحفاد والأشقاء الذين أحاطوكَ بحنانهم. 

هنا في حي العين تحول بيتك المفتوح لتجمُّع الأهل، خلدت إلى النوم بهدوء، لم تعرف أنها كانت النومة الأخيرة، فمت بصمت، ولم تكلف أحدًا بشيء... مت كريمًا معزّزًا في بيتك وعلى سريرك الذي أحببته. ما زالت ذكرى المربية الفاضلة زوجتك أم شكري، تفوح عطرًا ومسكًا في أرجاء المنزل... 

قضى المرحوم حياته يعمل في مصانع مصافي البترول، أحب العمل الاجتماعي، فتقرّب من قيادات البلد، أمثال الرّاحلين: والدي الشيخ صالح خنيفس، العم أبو حاتم، المربي الياس جبور وسبقه والده جبور جبور رحمهم الله، هؤلاء سطروا تاريخ شفاعمرو الحديث، عرفوا كيف تُبنى جسور الأخوّة بين أهالي البلد. 

كان المرحوم من مؤسسي لقاء ٦ الشهر المعروف، والذي كانت تجتمع فيه قيادات شفاعمرو لتبحث بكيفيّة تثبيت أعمدة المحبة في أرض السلم الأهلي... منحك الله نعمة الذاكرة ولم تخمّن شيئًا، بل كانت الذّكريات رفيقة أيامك حتّى رمقك الأخير. كنت عاشقًا لشفاعمرو بامتياز، ورائدًا في بناء السرية الكشفية المسيحية الأولى. فتقلدت شاراتها بعزٍّ، وقضيت حياتك مترأسًا جمعية "أكيم" لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، سافرت من أجل راحتهم إلى عدة دول وبلدات. 

جمعت التبرعات من أجل المحافظة على هذا الإطار الإنساني... أبو شكري ينتمي لعائلة كريمة، أصيلة، لم تصنع تاريخك من فراغ، بل من جذور أثمرَت شجرًا يرفع رأسه نحو شمس الحق، لتدلنا إلى طريق الخير.. أبو شكري شفاعمرو والمنطقة تترحّمان عليك، ومسقط رأسكَ لا ينسى من زرع ورد العطاء، وزرع المحبة في صدور محبّيك، فلك الرحمة

May be an image of 1 person