صورة تحليليّة للمشهد الانتخابيّ في شفاعمرو 5/3/2024 8:22
من زاوية مختلفة صورة تحليليّة للمشهد الانتخابيّ في شفاعمرو بقلم معين ابوعبيد
لأول مرة في تاريخ المدينة، تشهد نسبة تصويت متدنية وتحديدًا لدى الطائفة الإسلامية.
الرّئيس عرسان ياسين، المُنتهية ولايته، والذي فاز ثلاث جولات، حصل على 11% أي 2202 صوتًا فقط. وهذه نتيجة غير متوقعة وكانت مفاجئة، فلم يحدث أن حصل رئيس مجلس بلدي، حتى على مستوى رئيس حكومة، على أقل من 25%. سأحاول إجراء مقابلة معه ليشرح لنا الدوافع والأسباب: استياء في الشارع الإسلامي من تدني نسبة التصويت، والتي لم تتجاوز 55% وتعد أدنى نسبة منذ بضعة عقود، الأمر الذي انعكس سلبيًا على نسبة تمثيل قوائم إسلامية. قائمة شفاعمرو بيتنا، برئاسة المربّي حاتم حسون، قائمة غير طائفية لم تتجاوز نسبة الحسم وحصلت على 606 صوتًا. إن فشل هذه القائمة التي ضمّت شخصيات تربوية، اجتماعية من مختلف طبقات الأسرة الشفاعمرية محطّة هامّة علينا التوقف عندها لنحلل أبعادها، انعكاساتها، وإن صح القول خطورتها، وهذا الوضع خط أحمر بالقلم العريض، ويثبت مجدّدا أن الانتخابات في شفاعمرو وللأسف طائفيّة بحتة. الدرزي يصوت للدرزي، المسلم للمسلم، والمسيحي للمسيحي. والسّؤال الذي يطرح نفسه: متى سنتحرّر من الطائفيّة والعقيدة الرجعية، ونلحق بركب الحضارة السريع بالمعنى والمفهوم الإيجابي؟! قائمة أبناء شفاعمرو، برئاسة زياد الحاج والممثلة في المجلس لثلاثة عقود، وشغل رئيسها عدة وظائف هامّة لم تتجاوز نسبة الحسم، وحصلت على 876صوتًا وتعتبر ضربة قاسية للقائمة. نسبة التصويت العالية لدى الطائفة المسيحية، والتي كانت أعلى نسبة، وصلت إلى حوالي 75%، وحصلت على أربعة مقاعد بذلك حافظت على منصب قائم بأعمال بحسب التقسيم الطائفي، وسيشغل هذا المنصب رئيس قائمة إصلاح بلدنا، السيّد عامر أرملي الذي حصلت قائمته على أكبر نسبة أصوات من بين كافّة القوائم التي خاضت الانتخابات، إذ حصلت على 2743 أي ما يعادل حوالي 14%من مجموع الأصوات؛ بدل القائم بالأعمال الحالي المربي جريس حنّا، الذي حصل على مقعدين وذلك لدعمه مرشح الرئاسة المربّي أمين عنبتاوي الذي حصل على 22%. من هذه النتائج بإمكاننا أن نستنتج؛ أنّ الرئيس المنتخب يستطيع أن يشكل ائتلافا قويا وواسعا، سيدعمه بتنفيذ المشاريع العمرانية واتّخاذ القرارات لما فيه مصلحة البلد. ومن أجل المصداقية والشفافية، علينا أن لا ننسى ونتناسى أنّ أوضاع شفاعمرو مقلقة وآخذة بالتردي، بل انحرفت نحو الهاوية، ودقّ ناقوس الخطر وبات المواطن فيها يبحث عن أمنه واستقراره، وكاد يرفع الرّاية البيضاء. نعم وألف نعم تقع المسؤولية علينا جميعا أفرادًا ومؤسسات، وعلى الجميع العمل بكل طاقاته قدراته وإمكانياته لإنقاذها من سبات نومها العميق المقلق لتعود زاهية ألوانها. لنزرع في تراب أرضها الخصبة بذور العطاء، الطمأنينة، والأمل والله ولي التوفيق
|