الأم هي النور الذي ينير لنا الطّريق 18/3/2024 10:19
الأم هي النور الذي ينير لنا الطّريق بقلم- معين أبو عبيد لا يختلف عاقلان اثنان على أنّ وجود الأم يبعث الطّمأنينة، الاستقرار، الرّاحة، الهدوء والحيوية لدى كافة أبناء البشر. وهي أشبه بالرّبيع السّاحر الذي ينبض بالحياة، التجدُّد والتفاؤل. وتزامن قدومه مع هذه المناسبة المميزة والغالية على قلوبنا يتطابق بكل المعايير على فصل الربيع، وما أروعها من صدفة! حقيقة، مهما حاولنا أن نقيّم الأم ودورها، تبقى الكلمات هزيلة، ضعيفة، منحنية وليس بمقدورها أن تفيها ولو قسمًا بسيطًا من حقّها على المجتمع. الأم حاملة أكبر وأنقى وأشرف رسالة سامية، وشهادة معترف بها من قبل كل المجتمعات، مؤسساتها، ومعاهدها، بتجربتها العملية والتربوية، رؤيتها الثاقبة، قدراتها وطاقاتها الخارقة التي لا تعرف الحدود، ولا يمكن الاستهتار بها. رغم طريقها الشّاق الطويل، الذي لم يكن في يوم من الأيام مفروشًا بالورود، وبالرّغم من كل الحواجز والعقبات، التقييدات ومحاربتها بكل الطرق والوسائل باعتبارها الحلقة الأضعف والضحية، استطاعت بنضالها، عنادها، كفاحها، إصرارها ومثابرتها كسر حاجز الصّمت، التحرّر وتحقيق إنجازات عبر التّاريخ، وأن تصنع من أبنائها شخصيّات عظيمة، وعلى أعلى المستويات، تنهض بالمجتمع ليلحق بركب الحضارة السريع. وبات من المؤكد ملاحظة لمساتها وبصماتها الأكيدة، التي يشهد لها الدّاني والقاصي، وكل أعدائها الذين يتمسكون ويتقيدون بالعادات والتقاليد الرجعية البالية التي أكل وشرب عليها الدهر. في هذه المحطة الهامة، لا يمكننا أن نكون مهنيين إذا تهربنا من التطرق إلى حقيقة ممارسة ظاهرة وأشكال العنف بحقها، التي تجاوزت كل الحدود والخطوط وممّا يزيد الطين بلّة الصّمت الرهيب من قبل المجتمع الذي يتهرب من معالجة هذه الظاهرة المقلقة، وعدم التصدّي لها وإيجاد الطرق الكفيلة للقضاء عليها. الأم بحاجة إلى الكثير من الرعاية والدعم، الاحترام والتّقدير على مدار السّاعة من أجل الاستمرارية في عطائها المنقطع النظير، وليس لزيارة خاطفة ولباقة ورد وقبلة قد تكون خبيثة لدى البعض، وإسماعها عبارات منمقة لا رصيد لها على أرض الواقع. تزامنًا مع يوم المرأة العالميّ، لا بد أن نذكر ونتذكر دورها، وكل ما تقدم ينطبق عليها جملة وتفصيلا. كعادتي، كما في كل عام عندما أسطر كلمتي عن هذه المناسبة، أذكر وأتذكّر كل من رحلت أمه وترقد اليوم في ظلمة القبر، فأشعر بما يجول ويعتمل في قلوبهم الموجوعة وغصّات الشوق والحنين، وفقدان معاني الحياة، السّعادة والحنان، وأدرك أنكم كل شروق وغروب تسمعون صوتها يناديكم!
|